التعليق مقدماً
الصراع بين الخير والشر , وبين الهداية والغواية , وبين الحق والباطل , وبين الفضيلة والرذيلة صراع لايكاد ينتهي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
والمتأمل يجد أن أهل الإيمان يزدادون إيماناً وأجراً وثواباً على صبرهم واستقامتهم والتمسك بشرع ربهم جل في علاه , إذ أنه بدون الإبتلاءات والمحن والفتن والصبر عليها كيف يأتي الأجر ومن أين تأتي الحسنات وقد قال الله تعالى ( آلم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُون ولقد فتنا الذين من قبلهم ليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن لكاذبين ) وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فقال ( أشدُ الناس بلاءاً الأنبياء والصالحون ثم الأمثلُ فالأمثل يبتلى المرءُ على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء 0 الحديث ) وهذا الإبتلاء كما ذكر أهل العلم هو للمؤمن إبتلاءء تكريم ورفعة وعلو منزلة عند الله تعالى , عندما يصبر المسلم المتمسك بدينه ويحتسب الأجر والثواب عند الله ويستقيم على طاعة الله , أما للمنافق والكافر فهذا الإبتلاء له إبتلاء إذلال ومهانة وتحقير لهم في الدنيا غير ماينتظرهم في الآخرة من عقوبة الله وعذابه 0
سنة المدافعة قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فكما أن عُباد الهوى والشهوة ودعاة الباطل يسعون جاهدين لإفساد الشعوب والمجتمعات لتحقيق شهواتهم وملذاتهم ورغباتهم المحرمة , فإن أهل الحق والصلاح والإصلاح يسعون جاهدين لتجنيب أممهم ومجتمعاتهم الوقوع في سخط الله وما يوجب غضبه وهذا من أسباب حفظ المجتمعات , بل قد يصل الأمر في المدافعة إلى القتال الشرعي بضوابطه المعتبرة شرعاً كما قرر العلماء ,
وقد بين الله تعالى في محكم التنزيل أنه لولا سنة المدافعة لفسدت الحياة قال تعالى ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَىالعَالَمِينَ ) سورة البقرة آية 251 وقال تعالى ( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) سورةالحج:40- 41)
وقد سعى ولا زالوا أهل الباطل والفساد والأفساد لامكنهم الله سعوا لينشروا فساد الغرب والشرق ونتنهم ورذائلهم لينشروه في بلادالحرمين بلاد محمد صلى الله عليه وسلم كما فعل أضرابهم في بعض دول المسلمين حتى انتشرت هذه الرذائل واعتاد عليها كثيرُ من الناس وألفوها وربما ركنوا إليها وتلذذوا بها إلا من رحم الله , وهاهم فروخهم وأذنابهم اليوم في بلاد الحرمين يحاولون جاهدين المرة تلو المرة يتلونون ويتشكلون بطرق مختلفة واشكال متغايرة تعرف منها وتنكر , تارةً ينادون بقيادة المرأة للسيارة وتارةً بخروج المرأة كاشفةً سافرة وتارةً بإباحة الربا والمال الحرام وتارة بالغناء والموسيقى وإقامة المهرجانات وغيرها حتى وصلنا اليوم إلى المطالبة العلنية بدور الرذيلة ( دور السينما ) لنشر أفلام الفساد والإفساد وكأن المجتمع حل كل مشاكله ولم يبق غير هذه 0
لماذا لايتكلمون بإسلوب رصين عن مئات الآف الشباب الذي باتت قضيتهم تؤرق المسؤلين حتى وصلت على صفحات الصحف إذ لم يجدوا جامعات تحتضنهم وتقبلهم ولو يجدوا مؤسسات توظفهم وتستفيد من نشاطهم وطاقاتهم 0
لماذا لايتكلمون عن قضايا تهم الوطن والمواطن في دينه وأمنه واقتصاده وتطوره وتنميته ,
لماذا لا يتكلمون عن الهجمة الشرسة التي يشنها ذوو الأفكار المنحرفة وهم جزء منها , وغيرها
والحمدلله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وسراً وعلنا والشكر لولاة الأمر بعد شكر الله
وصدق العلامة بن عثيمين رحمه الله إذ قال ( شُكرك لله يحتاج إلى شكر ) أي تشكر الله الذي أعانك ووفقك لشكره
فنشكرالله الذي هدانا للإيمان وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله , ونشكرالله الذي رزقنا علماء ناصحين وولاة أمر مخلصين ماعلمنا عليهم إلا خير ولا عرفنا عنهم إلا نصرتهم للحق وردع الباطل وأهله جزاهم الله خير الجزاء
فقد إتصل بعض الغيورين في هذه البلاد وهم كُثر ولله الحمد والمنة إتصلوا بسماحة المفتي وأبلغوه بالإعلان عن مهرجانات الإفلام السينمائية التي يروج لها من لا خلق له ولا أخلاق فاتصل على الشهم الهمام أسد السنة الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخليه حرسه الله ورعاه ونصره بالإسلام ونصر الإسلام به فصدرت أوامره حفظه الله بمنع إقامة المهرجانات السينمائية والغائها ومنعها من بلاد الحرمين وقد صدر قرار الأمير وفقه الله بالمنه وأهل الباطل من سينمائيين وممثلين ومخرجين يستعدون لإفتتاح مهرجان الفساد والإفساد بعد ساعات قليلة 0
وفقك الله يانايف ورفع قدرك ونصرك كما نصرت الدين , واسأل الله أن يكون هذا العمل مما يُدخر لك عند الله وجزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء , ولا نقول إلا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلك حيثُ قال في الحديث ( وإن من عباد الله من جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر , ومن عباد الله من جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير )
مصادر الخبر
مفكرة الإسلام
http://www.islammemo.cc/culture-and-.../18/85208.htmlجريدة القبس
http://www.islammemo.cc/culture-and-.../18/85208.htmlالمصري اليوم
http://www.almasryonline.com/portal/...lId=EN&pType=1شبكة صحيفة الوسيط
http://www.alwasatnews.com/2508/news/read/172940/1.html